◄ الاحتلال يتحدث عن "بدء المراحل الأولى" من العدوان على مدينة غزة
◄ استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط استعدادًا للعدوان على المدينة المحاصرة
◄ استمرار التحذيرات الدولية من مغبة العدوان على المدينة
الرؤية- غرفة الأخبار
بينما يئن نحو 2.2 مليون إنسان في قطاع غزة تحت وطأة التجويع والحصار الإسرائيلي، ويستصرخ العالم أجمع لحمايته من حرب الإبادة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مرئ ومسمع من الجميع، يُعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إيفي ديفرين للصحفيين أمس الأربعاء إن إسرائيل دخلت المراحل الأولى من هجومها على مدينة غزة، وتسيطر بالفعل على أطراف المدينة.
واستدعى الجيش عشرات الآلاف من جنود الاحتياط أمس الأربعاء استعدادًا لهجوم متوقع على مدينة غزة، في الوقت الذي تدرس فيه الحكومة الإسرائيلية مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار بعد مرور قرابة عامين على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويشير هذا الاستدعاء إلى أن دولة الاحتلال ماضية قدمًا في خطتها للسيطرة على أكبر مركز حضري في قطاع غزة، على الرغم من الانتقادات الدولية لعملية من المرجح أن تجبر المزيد من الفلسطينيين على النزوح.
لكنَّ مسؤولًا عسكريًا قال خلال إفادة صحفية إن جنود الاحتياط لن يلتحقوا بالخدمة قبل حلول سبتمبر المقبل، وهي خطوة تمنح الوسطاء بعض الوقت لتقريب وجهات النظر بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل حول شروط وقف إطلاق النار. وأضاف المسؤول أنه في إطار التخطيط لهجوم جديد على غزة ستكون هناك خمس فرق عاملة في القطاع لكن من غير المتوقع أن يشارك معظم جنود الاحتياط في القتال بمدينة غزة. وقال "سننتقل إلى مرحلة جديدة من القتال، وهي عملية تدريجية ودقيقة ومُستهدفة في مدينة غزة، التي تعتبر حاليا المعقل العسكري والإداري الرئيسي لحماس، ومحيطها".
ووافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الشهر على خطة لتوسيع نطاق الحملة على القطاع بهدف السيطرة على مدينة غزة.
وحث العديد من أقرب حلفاء إسرائيل الحكومة على إعادة النظر في هذه الخطة لكن نتنياهو يتعرض لضغوط من بعض أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه حتى يرفض وقف إطلاق النار المؤقت ويواصل الحرب ويسعي إلى ضم غزة.
ووفقا لمسؤولي الصحة في القطاع، استُشهد أكثر من 62 ألف فلسطيني في العدوان الإسرائيلي.
وقبلت حماس اقتراحا قدمه الوسيطان العربيان مصر وقطر لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وتضمن إطلاق سراح بعض الأسرى مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
ولا تزال الحكومة الإسرائيلية تدرس هذا الاقتراح، وسبق أن قالت إنه يجب إطلاق سراح جميع الأسرى الخمسين المتبقين فورًا. وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن 20 أسيرًا ما زالوا على قيد الحياة.
ويخشى كثيرون من سكان غزة وزعماء أجانب من أن يتسبب الهجوم على المدينة في خسائر بشرية فادحة، في حين تقول إسرائيل إنها ستساعد المدنيين على مغادرة مناطق القتال قبل الشروع في أي هجوم.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على أحياء في شرق مدينة غزة خلال ليل أمس الأول، فيما قالت السلطات الصحية في القطاع إنه أسفر عن استشهاد 19 شخصا على الأقل.
وقال سمير أبو باسل (45 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال، لرويترز عبر الهاتف من غزة "إذا المرة هاي ما راح يكون فيه وقف إطلاق نار كلنا راح نموت". وأضاف "نموت هنا ولا نموت في المناطق إللي راح يجبرونا ننزح لها نفس الشي، إحنا فقدنا الثقة في العالم كله وفي قياداتنا كمان".
وذكرت البطريركية اللاتينية-القدس، التي تشرف على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة والواقعة في مدينة غزة، أنها أُبلغت بأن الأحياء المجاورة لها تلقت إخطارات بالإخلاء.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الإسرائيليين يؤيدون بشدة إنهاء الحرب إذا كان سيتم تحرير الأسرى. وشاركت أعداد كبيرة يوم السبت الماضي في مسيرة بتل أبيب حثت الحكومة على المضي قدما في إبرام مثل هذا الاتفاق.
وقالت حماس إنها ستفرج عن كل الأسرى الباقين مقابل إنهاء العدوان. وتقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب قبل أن تُلقي الحركة سلاحها، وهو ما ترفضها الحركة وقالت إنه "خيار مستحيل".